ولد الدكتور وديع الحاج في 20 ايار من العام 1939 في بلدة بسكنتا، قضاء المتن. دخل الى مدرسة الفريرــ بسكنتا حيث نال شهادته المتوسطة لينتقل بعدها الى مدرسة الفرير الجميزة حيث حاز على الشهادات التكميلية. سافر الى فرنسا حيث نال من كلية الطبّ في Montpellier شهادة اختصاص في الامراض الداخلية عام 1968، لتنطلق من بسكنتا خطوة آلاف ميل التي دامت حوالي اربعين عاماً تخلّلها اختيار شريكة الحياة سيلفيا حبيب العظم في العام 1978 امّا باكورة هذا الزواج: فاتن ورازي.

وديع الحاج جسّد انسانيّة الطبّ في وقت بات الطبّ مهنةً والمريض رقماً ودفتر حساب. فهو لم يكن معالجاً بارعاً في كشف المرض الأكثر صعوبةً ودقّة فحسب انما مثال لخدمة ايّ انسان /نعم ايّ انسان/ في كلّ وقت وفي ايّ مكان، والملجأ الدافىء لكلّ محتاج اوفقير أوحزين أومكتئب جارت عليه الايام. لم يبخل يوماً في تلبية النداء، تنقّل في أحلك ظروف الحرب اللبنانية من موقع الى موقع، وما همّه القصف والحواجز والرصاص والرياح والبرد والصقيع، الأهم هو الانسان الذي عشقه وديع الحاج حتى الثمالة.

أهالي بسكنتا ومناطق المتن وكسروان جرداً وساحلاً يقولون فيه: ابتسامته، طلّته الواثقة، تواضعه الكبير، كلماته الطيّبة، كانت الدواء ، قبل الدواء، امّا الأجر فمرفوض في قاموسه يستعاض عنه بالأدعية، وهو المهرول دائماً من منزل الى منزل ومن شخص الى شخص ومن طريق الى منخفض ومن ساحل الى جبل.

وديع الحاج أراد ان يخدم الناس ليس فقط كطبيب انما كمدافع عن حقوقهم كافةً ولا سيّما منها الخدماتية والانمائية والاقتصادية لإيمانه بأن الوطن السليم المعافى هو في مواطن سليم معافى. فترشّح للانتخابات النيابية عام 1996 ونال خمسة آلاف صوت، نتيجة حملته رقماً سياسياً صعباً في منطقة المتن الشمالي.

عام 2004 حصد د. وديع الحاج احد عشر مقعداً في الانتخابات البلدية في بسكنتا من اصل خمسة عشر مقعداً بفوز الائحة المدعومة منه. أما في العام 2005 فدخل الانتخابات النيابية الى جانب الشهيد بيار الجميّل والوزير الراحل نسيب لحود، الاّ ان الحظ لم يحالفه مسجلاً 21409 صوتاً.

"حبيب الشعب" كما كان يسمّى قرّر في 28 آب من العام 2009 مغادرة الشعب بهدوء لينتقل الى حيث خالق الشعب، فقلبه الكبير توقّف من أجل حب أكبر وأسمى في السماء.