2015

2015

مهرجان رسمي وشعبي حاشد في احتفال السادس لمؤسسة د. وديع الحاج

رازي الحاج منح جائزة المؤسسة لفليفل وأعلن عن ثورة اخلاقية وأدبية في الادارة العامة والمجتمع
أقامت "مؤسسة وديع الحاج"، احتفالها السنوي السادس بعنوان "خارطة طريق نحو ادارة عامة عصرية ومستدامة في لبنان" في قاعة كاتدرائية مار يوسف في بسكنتا، منحت خلاله جائزة الدكتور وديع الحاج السنوية الى الامين العام لمجلس الوزراء محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل تقديرا لجهوده وعطاءاته في الادارة العامة منذ ثلاثين عاما.
حضر الاحتفال ممثل الرئيس ميشال سليمان مستشاره الاعلامي بشارة خير الله، ممثل الرئيس امين الجميل والنائب سامي الجميل رئيس اقليم المتن الكتائبي ميشال الهراوي، ممثل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ادي معلوف، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس روحانا، ممثل وزير العمل سجعان قزي سمير خلف، النائب نديم الجميل، ممثل رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون ، الوزير السابق خالد قباني، النائب السابق انطوان حداد، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن حنا الزهوري، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ادي ابي اللمع، امين عام مجلس الوزراء محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص المقدم جرجس ابو ناضر، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد الركن وليد عون، الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم، القاضي الرئيس سعيد ميرزا، القاضي الرئيس جورج طعمة، قائمقام المتن مارلين حداد، الامين العام السابق لمجلس الوزراء سهيل بوجي، مستشار رئيس الحكومة كلود مسعد، ممثل المطران غي بولس نجيم يوسف ابو ناضر، رئيس دير مار يوسف بسكنتا الاب روكز الحاج، القنصل وليد خوري، ممثلة المدير العام لادارة حصر التبغ والتنباك عبير غانم، رئيس بلدية بسكنتا ، الخبير القانوني بول مرقس، ممثل الامين العام لحزب القوات فادي سعد زاهي الهيبي، رؤساء بلديات ومخاتيرالمنطقة ومدراء المدارس ورؤساء الاندية والجمعيات والروابط والحركات الثقافية واصدقاء المؤسسة.
افتتاحا النشيد الوطني وبعد تقديم من الزميلة ربيكا ابو ناضر، القى رئيس البلدية كلمة وعد فيها باكمال مشوار وديع الحاج مع عائلته ومع المؤسسة التي تحمل اسمه ومع مركز متن تخطيط ونمو حلفا متينا متراصا لكي تبقى بسكنتا الجامعة الرائدة المنارة القدوة ولكي تبقى بسكنتا للكل، معتبرا "ان اختيار المحافظ فؤاد فليفل لمنحه جائزة وديع الحاج السنوية هو اختيار صائب فهو يحمل في ضميره برنامجا رائدا لتحديث الادارة، افكاره وتطلعاته وآفاقه الواسعة تجعلك متفائلا بمستقبل زاهر لادارة عصرية".
واشار الى "ان بسكنتا تشهد استقرارا ونموا مدروسا ومنظما وانه بالرغم من مصادرة حقوقها المالية ما تزال البلديات الوجه الوحيد لمؤسسات الدولة الذي يعمل بانتظام ضمن حدود الواقع في خدمة المواطن".

مرقس

وعرض الخبير مرقس "الواقع الاداري الصعب الذي نعيشه"، متسائلا عن معنى السياسة في الاساس، معتبرا "ان السياسة هي ادارة الشأن العام وعند فراغ الحكم تعود الادارة لاصحابها اي للناس".
واعتبر "ان الازمة الراهنة هي ازمة بناءات الحكم وازمة ذهنية" مشددا على "ان السلطات التي نعول عليها لاستنهاض لبنان من كبوته هي النقابات والاحزاب والجمعيات المدنية وخصوصا الادارة اللبنانية اي ان استنهاض الدولة يشمل الخدمات الادارية".
وسأل: "هل تصلح اللامركزية الادارية قبل تطوير الادارة المركزية" معتبرا انه "لا يمكن التفكير باللامركزية الادارية او تطوير الادارة المركزية قبل ان تقترن بالحكومة الالكترونية اي بالخدمات الادارية اي تطوير خدمة البريد وفك التماس بين المواطن والموظف" داعيا الى "التحرك من اجل مطالبنا المحقة وليس من اجل مطالبنا السياسية".


قباني 

وتحدث قباني فقال: "اذا كانت دولة القانون تعرف باختصار بانها الدولة التي يخضع فيها الحكام والمحكومون الى أحكام القانون بمعناه الواسع، اي الى القواعد القانونية العامة، على امتداد واتساع هرم القواعد القانونية، بدءا من الدستور، فان الدولة اللبنانية، يمكن ان يطلق عليها بالشكل على الأقل، دولة قانون ومؤسسات، بعد ان استكمل عقد دولة القانون بإنشاء المجلس الدستوري، في سنة 1994. ولكن دولة القانون لا تكون كذلك عبر النصوص فقط ولكن من خلال التطبيق وعبر التزام الحكام قبل المحكومين، لكي يكونوا قدوة، بقواعد القانون واحترام القاعدة القانونية، وإبعاد السياسة عن الادارة، واستقلالية الادارة وحيادها وعدم تحويل ادارات الدولة الى اقطاعات تتوزعها الطوائف وكأنها أملاك خاصة تتصرف بها تصرف المالك بملكه".
وأكد "ان ثلاثة قواعد ترسم خارطة الطريق لادارة عصرية ومستدامة:التزام الحكام باحترام القانون، إبعاد السياسة عن الادارة واستقلالية الادارة وحيادها.
بهذا المعنى والمفهوم لدولة القانون لا نستطيع القول ان الدولة اللبنانية هي دولة قانون لان السياسة قد دخلت الى عمق الادارة اللبنانية ومؤسسات الدولة، فأفسدت كل شيء وأفسدت معنى ومفهوم دولة القانون".
وسأل: "ماذا يريد الناس، ماذا يريد اللبنانيون، يريدون ادارة حديثة متطورة تشكل ركيزة للحكم وأداة فاعلة ومنتجة، قادرة على مواكبة التطورات والمستجدات والمتغيرات، ومؤهلة لمنافسة القطاع الخاص ومحاكاة العصر، ومهيأة لاستعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتزخر بالكفاءات والقدرات التي تستطيع ان تتلاءم وان تتكيف مع متطلبات الحياة ومستلزماتها، وتلبي حاجات الدولة والمجتمع.
والادارة اللبنانية تزخر بالكفاءات المتميزة وبذوي الاخلاق الحميدة، ولكن هذه الكفاءات، في معظمها، اما انها مغيبة واما انها مهمشة، بفعل السياسات المتبعة، فتخسر الادارة طاقاتها المنتجة وتضرب قاعدة الموظف المناسب في المكان المناسب".
وختم قباني مشددا على انه "لا بد من بث روح جديدة في الادارة، ترتكز على قيم الجدارة والتميز والتجرد والمسؤولية واخلاقيات العمل والخدمة العامة واحترام القانون، وإشاعة مناخانات من الثقة والتفاعل داخل الجسم الاداري الواحد، بحيث تكون لادارة، حيادية ونزيهة وشفافة، وتكون أمينة على خدمة المواطن، كل مواطن، حريصة على المصلحة العامة وتعمل في أجواء إيجابية وملائمة. والقيادة الادارية مطالبة ببث هذه الروح، وحمل هذه المسؤولية والامانة، وان تكون رائدة وقدوة للاخرين".


الحاج

ثم القى المدير العام لمؤسسة وديع الحاج رازي الحاج كلمة اكد فيها "مواصلة مسيرة ال 47 سنة، وقال: "ان الايام والسنوات المقبلة ستكون شاهدة على عدد من المشاريع لمركز متن التابع للمؤسسة.
وناشد المحافظ فليفل "الاعتناء بالمتن لانه قلب لبنان واذا اهملنا المتن نكون قد شوهنا كل لبنان".
واكد "ان الجائزة التي تمنح اليوم هي جائزة تحمل اسما لم يتلوث ويتلون ولم يتبدل ويتغير، فنى حياته في خدمة الناس كل الناس وخدمة لبنان كل لبنان" معتبرا "ان فليفل يستحق هذه الجائزة لان ابوابه مفتوحة لكل البلديات والمخاتير والمؤسسات العامة والناس، ولانه كد وجاهد من اجل تحسين الادارة" مشددا على "اننا اليوم بحاجة الى خارطة طريق وان الحل قرار بثورة اخلاقية -ادبية لا على الطرقات والشوارع بل ثورة في الادارات العامة اي في الوزارات والمؤسسات الرسمية والبلديات والمخاتير ومع كل من يتحلى بحس وطني من احزاب وجمعيات ومؤسسات، يجب وضع خارطة طريق لمكافحة الفساد وتطبيق اللامركزية الادارية".
وشدد على "ان مؤسسة وديع الحاج مستمرة كما بدأت مدرسة انسانية ووطنية، وديع الحاج خدم اربعين سنة ولم يكن يملك لا سلطة ولا اعلام ولا مال ولم يشعر لمرة واحدة انه ضعيف بل كان يستمد جرأته من حاجة الناس اليه وكان ينتصر عندما كان ينجح في تخفيف الوجع عن كل مريض وهذه هي مدرستنا".


فليفل

وبعدما تسلم المحافظ فليفل الجائزة من رازي الحاج ألقى كلمة فقال: "يسرني ان أكون معكم اليوم بلفتة كريمة من مؤسسة الدكتور وديع الحاج، وان استلم جائزتها في احتفالها السنوي والتي منحت سابقا لكبار الشخصيات الدينية والمدنية والعسكرية، وأدرك ان هذا الاحتفال يتزامن مع الذكرى السادسة لرحيل الدكتور وديع الحاج، فتحية الى روح ذاك الطبيب الانساني والوطني الذي أمضى حياته في خدمة الانسان ولبنان، لم أتمكن من التعرف عليه عن قرب، لكن وهج حضوره بعد الرحيل يثبت انه كبيرا عاش وكبيرا رحل، فالدكتور وديع ليس طبيبا نطاسيا فحسب، بل مدرسة انسانية وثورة اجتماعية وقيمة وطنية يجب ان نقتدي بها.
وما يسرني ان المؤسسة التي تحمل اسمه، ومنذ انطلاقتها، أخذت بعدا وطنيا في عملها، فلم تتقوقع في الزواريب المناطقية بل قدمت وانطلاقا من المتن نموذجا صلبا للعمل الاجتماعي والانساني والإنمائي، وعملت على معالجة ملفات جمة تصب في خدمة اهلها وتحسين شروط الحياة الكريمة والحرة في بسكنتا والمتن".
وأردف: "ولان احتفالنا اليوم يعقد بعنوان: "خارطة طريق نحو ادارة عامة عصرية ومستدامة في لبنان" لا بد لي ومن تجربتي طيلة ثلاثين عاما في الادارة العامة ان أؤكد ان عملية الإصلاح لإيجاد ادارة عامة شفافة وفاعلة وعصرية لا بد لها من ان تعتمد في الاساس على:
- إعادة النظر في عدد ملاكات الادارة العامة وما يتبعها من تكلفة، وذلك عبر ترشيق ملاكاتها وتطوير هيكلها التنظيمي العام بما يتلاءم مع متطلبات الحاجات الفعلية لخدمات المواطنين التي يتولاها القطاع العام في ضوء المتغيرات التي يشهدها العصر الحالي.
- تحديث التشريعات، وخصوصا تلك التي تتعلق بإجراء الصفقات العامة، وادارة المناقصات، وقانون المحاسبة العامة، وشؤون الوظيفة العامة.
- تبسيط الاجراءات للمعاملات الادارية، وتطبيق الحكومة الالكترونية.
- الاهتمام بالعنصر الشبابي في الادارات العامة بهدف الإستفادة من حيويتهم ومن ثقافتهم في مختلف الميادين.
- مكننة العمل في مختلف الادارات العامة بهدف تقليص التعاطي المباشر بين المواطنين وموظفي القطاع العام، ولتأمين تسهيل شؤون الناس بشفافية.
- تفعيل هيئات الرقابة، وتعزيز قدراتها على الإشراف وتطوير ادارات القطاع العام".
وتابع: "ان هذه الاجراءات هي الاساس في عملية الإصلاح الإداري وتتطلب جهدا وطنيا لإقرارها دون نزاعات ومناكفات وتعديلات قد تؤدي الى تشويه المضمون. ونحن اذ نعي أهمية الادارة كذراع تنفيذي للدولة، وندرك أهمية الدور المطلوب منها في هذا الظرف الدقيق والصعب اقتصاديا واجتماعيا، فاننا نؤكد على حاجة هذه العملية الإصلاحية لمواكبة سياسية وشعبية لدعم إصلاحها ورفع مستوى فعاليتها، إضافة الى الإهتمام بأوضاع العاملين فيها حتى تصبح قادرة على استقطاب الكفاءات من مختلف المستويات وفي مختلف القطاعات.
فضلا عن ان تمكننا من تحقيق تبسيط الاجراءات في المعاملات الادارية وتطبيق الإنصاف والعدالة في معاملة المواطنين والموظفين، وتأمين الاستمرارية في عملية الإصلاح الاداري هو ما يؤمن النجاح في المضي قدما نحو ادارة عامة عصرية ومستدامة تشكل اللامركزية محورا أساسيا لها، ولعل هذا ما سعينا اليه منذ تولينا مسؤوليتنا في محافظة جبل لبنان.
وأخيرا فاننا ندعو الى التفاعل مع هذه المنطلقات، وأخذ المبادرة تلو الاخرى كي نكافح الظلامة والظلمة، ونبني وطنا نفخر به ويفخر بنا بين الاوطان".
وتخلل الاحتفال الاعلان عن عدد من المشاريع الصحية والانمائية المنجزة وخطة عمل المراكز التابعة للمؤسسة وهي مركز تخطيط ونمو - متن، مستوصف بسكنتا الخيري ومركز مار بشارة بطرس الراعي للاسعاف، كما تم تخريج مسعفين "دورة نايف ساسين تنوري لعام 2014-2015" وقدمت لهم عائلته دروعا تقديرية تحمل اسمه.