2010

2010

إطلاق "مؤسسة الدكتور وديع الحاج" وافتتاح مستوصفها في بسكنتا

ممثل وزير الصحة: كل ما قيل عنك يبقى قليلا اذا ما قيس بانجازاتك
أبو شرف: بنى من المهنة مدرسة في الأخلاق والارتفاع الى لبنان الحلم
بشارة الراعي: أنسن الطب وفهم السياسة فنا شريفا في خدمة الانسان
رازي الحاج: ان كانت السياسة فن الكذب ستبقى عندنا عنوانا" للصدق
أعلن مساء أمس إطلاق "مؤسسة الدكتور وديع الحاج" وافتتاح المستوصف الخيري للمؤسسة - مركز بسكنتا والجوار، لمناسبة الذكرى السنوية الاولى للدكتور الحاج، في احتفال أقيم في كاتدرائية مار يوسف - بسكنتا، في حضور ممثلة رئيس الجمهورية قائمقام المتن مارلين حداد، ممثل الرئيس أمين الجميل الدكتور شربل يزبك، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس منجد الهاشم، ممثل وزير الصحة رئيس مصلحة الصحة في جبل لبنان ميشال كفوري، ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد الركن عوني جعفر، ممثل النائب العماد ميشال عون الدكتور كميل خوري، ممثل النائب دوري شمعون فيليب معلوف، ممثل النائب سامي الجميل جان بيار ملكي، ممثل الوزير السابق نسيب لحود سليم كركي، النائب السابق انطوان حداد، ادي ابي اللمع ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم، رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بشارة الراعي، ممثل المطران غي بولس نجيم الاب يوسف ابو ناضر، نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف، القنصل العام لجمهورية مالاوي انطوان عقيقي، رئيس بلدية بسكنتا طانيوس غانم، رئيس الصليب الاحمر اللبناني سامي الدحداح، رئيس حركة "المستقلون" رئيس "مؤسسة الدكتور وديع الحاج" رازي الحاج وشخصيات سياسية وحزبية وقضائية وديبلوماسية وإعلامية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من اصدقاء وديع الحاج.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقت الزميلة ربيكا ابو ناضر كلمة الافتتاح أشارت فيها الى ان "الدكتور وديع اتسم بالهدوء والشفافية ورأى السياسة انماء وخدمة وليس كذبا ونفاقا كما يراها بعض من ممارسيها، ولكن سياسة المصالح خذلت الدكتور الحاج مرتين عندما شاء توسيع رقعة رسالته لتشمل القضاء بأسره ولبنان عموما، وهو أمضى اربعين عاما في العطاء من دون منة وكان فيها المعالج والعلاج، الطبيب والدواء".

غانم

ثم ألقى رئيس البلدية طانيوس غانم كلمة اكد فيها ان "رسالة وديع الحاج تنبعث من جديد، ولم تكن خدمته لتكون بمثابة الرسالة، لو لم تكن متناهية وسامية، لا يحدها توقيت ولا تعيقها المسافات ولا تقطعها اي اعتبارات". واعتبر ان "إطلاق مؤسسة الدكتور وديع الحاج الصحية والاجتماعية هو فعل حضاري راقي يتكافل ويتضامن ويتكامل بأبعاده مع اهداف البلدية والطوحات التي من اجلها اليوم نحن في هذا الموقع".

عقيقي

وألقى عقيقي كلمة توجه فيها الى وديع الحاج: "عام انقضى على انطفائك وانت بعد في الضمائر ماثل مثول الايمان في قلب العابد الزاهد، حاضر حضور الفجر في كبد الليل، انت علامة فارقة وقيمة انسانية تنحني لها الهامات شأنك شأن الكبار الذين فيهم قال الشاعر "وفي الليلة الظلماء يفتقر البدر".

أبو شرف

وكانت كلمة لأبو شرف قال فيها: "وديع الباني من المهنة مدرسة في الاخلاق والوفاء والارتفاع الى لبنان الحلم، وديع الفخر الذي يحتذى به في العلم والحياة، وديع القلب الخافق في قلوب الجميع. لم تغب عنا يا دكتور وديع ولن تغيب فانت ابدا فينا مقيم علما ولباقة عنفوانا وإباء، فرحة وبشرى، حبا وعطاء، وفاء وصفاء".
وتابع: "ان كان علينا من حق يا حكيم فهو ان نتابع الرسالة في محبة للبنان مقرونة بالمعرفة، وعزاؤنا انك جمعت لنا أغلى وابقى ما في الحياة من كنوز مسيحية وعلمية فيها نفتخر وبها أمثالك يخلدون ليبقى لبنان صخرة لا تقوى عليها أبواب الجحيم".

الراعي

بدوره ألقى المطران الراعي كلمة قال فيها: "في الذكرى السنوية الاولى لانتقال الدكتور وديع الحاج الى بيت الآب في السماء، يلتقي أحباؤه الكثر اليوم، من مختلف المناطق اللبنانية، في بسكنتا التي احبها، وفي قلوبهم شعلة الرجاء المعزي بانه ينعم بالرؤية السعيدة في المجد السماوي. انه ينعم بمشاهدة وجه الله الذي قال عنه يوحنا الرسول: "الله محبة. من يثبت في المحبة يثبت في الله، والله يثبت فيه". الدكتور وديع الحاج رجل المحبة. نهجه نهج سيده المسيح الرب: "ما من حب اعظم من هذا، وهو ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه".

أضاف: "أحب الله مؤمنا، وخادما لمحبته في مهنته كل أمانة. وكون مع زوجته سيلفيا العضم وابنته فاتن وابنه رازي "كنيسة بيتية" كان فيها صوت الله والضمير الموجه الاساسي للخدمة والبذل والعطاء. وما كانت سعادة البيت تكتمل الا بإسعاد من خدمهم، وعندما تلتقي العائلة مع العزيزين كارلوس وفاديا والاصدقاء المقربين على مائدة المحبة. وقد أسعدت مرة بالمشاركة فيها قبيل رحيل الدكتور وديع، وأدركت سر هذا البيت المفعم ايمانا وفرحا. أحب الطب فنا ورسالة. اتقنه بما أوتي من موهبة علمية، وحصل شهاداته العالية من جامعة مونبيلييه في فرنسا، بعد ان هيأ الاساس العلمي والتربوي في مدارس الفرير في بسكنتا وبيروت. ومنذ مقاعد المدرسة والجامعة، أطل الشاب وديع انسانا شغوفا بالخدمة والبذل، عصاميا وصاحب روح قيادية في التفاني. في لبنان، على مدى اربعين سنة، راح يتفانى في الخدمة من دون حساب، طبيبا انسانيا حاذقا، بارعا في تشخيص المرض، معطاء الى آخر السخاء والتجرد والمخاطرة، مخترقا كل الحواجز الامنية والطبقية والمادية والسياسية والمناطقية، بشهادة كل عارفيه".
وتابع: "أحب الانسان، كل الانسان، لانه هو وديع انسان بكل أبعاد الانسانية، فأنسن الطب حتى سمي "حكيم الفقراء في بسكنتا وجرود المتن وكسروان وجبيل"، كما كتب عنه احدهم "وحبيب القلوب" و"حبيب الشعب" كما دعاه آخرون. و"ضمان الحياة المجاني" كما سماه بعضهم، وغيرهم شبهه "بحبة الحنطة التي تموت لتأتي بثمر كثير. وثماره حاضرة في الجراح التي بلسمتها أصابعه على مدى عقود من الزمن. طبب الانسان بحب، واعطى الدواء مجبولا بعاطفته وبسمته وكلماته المشجعة، أكان في بيت المريض، أم في عيادته أم في بيته العائلي، منذ بزوغ الفجر حتى آخر الليل، كما يشهد الكثيرون. أحب لبنان، رجلا سياسيا، فهم السياسة فنا شريفا في خدمة الانسان والخير العام، ومارسها كذلك من خلال فن الطب المميز عنده، وخدمات الناس المدنية والاجتماعية والانمائية. وطمح الى دخول القبة البرلمانية، لا لغاية سوى التمكن من إنصاف المواطنين في حقوقهم وحاجاتهم، وتلبية انتظاراتهم، وتحقيق تطلعات الاجيال الطالعة".
وقال: "اجل، الدكتور وديع الحاج هو رجل المحبة. انتقل من بيننا الى موطن المحبة في السماء، عن سبعين سنة، بعمر شربل القديس الذي تفانى مثل حبة الحنطة في محبسة عنايا، ليشرق على العالم بأسره من سمائه زارعا ثمار الخير والرجاء في القلوب. الدكتور وديع حي هو ايضا بالمسيح، ومن سمائه يغدق على الارض ورود المحبة. ما أجمل ان يحافظ لبنان على دعوته التاريخية، بان يكون ارض المحبة، يلتقي عليها ابناء الديانات والثقافات المتنوعة، ويبنون الوحدة في التعددية، هذه هي رسالتنا في هذا الشرق، وهذا هو مبرر وجودنا وغايته. نأمل ان تكون جمعية سينودس الاساقفة الخاصة ببلدان الشرق الاوسط التي دعا اليها قداسة البابا بنديكتوس لتلتئم في تشرين الاول المقبل في روما، مناسبة من مناسبات الروح القدس، تنجلي فيها قيمة لبنان ورسالته ودور الحضارة المسيحية في هذه البلدان، فنعيش التزامنا في خدمة المحبة والاخوة والسلام، ونجد السعادة في العطاء".
وختم الراعي: "دكتور وديع، كنت حقا بيننا، كما سماك احد انسبائك المحبين، نسرا حلقت في أجواء المحبة، وجبلا شامخا في سخاء العطاء، وأسدا في الدفاع عن حقوق الناس. لقد علمتنا بالحياة والمثل، كيف نعيش ما علمنا السيد المطلق الرب يسوع: "ما من حب اعظم من هذا، وهو ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه هذه الرسالة إياها التي أحببت وتممت، عائلتك الحبيبة آخذة في إكمالها".

كفوري

وألقى ممثل وزير الصحة كلمة قال فيها: "شرفني وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة وكلفني أن اكون معكم اليوم في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا وخصوصا اهالي بسكنتا والجوار وسائر المتن الشمالي الذي أحبه الفقيد من صميم قلبه وكان شغله الشاغل. لا أبالغ اذا قلت انه كل ما زرنا منزلا وبيتا تجدون به للدكتور وديع الحاج اثرا كبيرا لا يستطيع المرء الا وأن يلمسه كلما أتينا على ذكراه، وهذا ليس من باب الصدفة بل يدل على متانة العلاقة التي تجمع ابناء هذه المنطقة بالراحل الكبير".
أضاف: "ان نقف جميعا اليوم، على سفح جبل صنين، ان نقف في بسكنتا المليئة بالثقافة والعلم، ومنها صعد الادباء، الشعراء، المهندسون، المحامون، القضاة والاطباء ومنهم انت يا دكتور وديع ليس بالامر السهل على الاطلاق لان كل ما قيل ويقال عنك يبقى القليل اذا ما قيس بانجازاتك المدونة والملموسة. على كل حال نحن جميعا نخضع لمشيئة وارادة الله الخالق الذي طلبه الى مكان أعلى وأسمى تاركا لنا الشيخة سيلفيا التي لا تستطيع ان تذكر الدكتور وديع الحاج من دون ان تذكرها من كثرة اعمالها الانسانية والاجتماعية، هذه الزوجة الصالحة التي أنجبت لنا فاتن ورازي، فاتن التي مزجت في اعمالها كطبيبة تكوين الانسان البيولوجي والاجتماعي على حد سواء فكانت الفتاة المحبة لجميع الناس. اما انت يا دكتور رازي فصدق المثل القائل "مين خلف ما مات". فمن عاصر الدكتور وديع الحاج يرى في ابنه خصائص الاب فكان الابن الوفي من دون تفريق بين الخلف والسلف".
وتابع: "معالي وزير الصحة العامة من اول ايام عمله في وزارة الصحة كان الداعم القوي للرعاية الصحية الاولية، لما لها من أهمية قصوى في رفع المستوى الصحي العام في البلد وخصوصا في الارياف والمناطق النائية وهو لم يتأخر للحظة عن تلبية اي مساعدة في هذا الحقل، لذلك حملني اليوم رسالة دعم وتهنئة لعملكم ومؤسساتكم التي برهنت مدى تعلقكم بالانسان وتطلعكم نحوه على انه ذات قيمة وثروة رفيعة جدا. فهو يتمنى لكم التوفيق كما انه يبارك اي عمل خيري في جميع انحاء الوطن وما من عمل انساني يسمو وينمو ويزدهر الا بمشاركة المجتمع الاهلي وبشكل واسع".
وختم كفوري: "اننا واذ نشارككم هذه الفرحة الكبيرة اليوم ونتمنى من الله ان يرعاكم ويكثر من امثالكم لنستطيع ان نشيد المراكز الصحية والمؤسسات الاجتماعية والمستوصفات لما لها من أثر ايجابي في رفع المستوى الصحي على صعيد اوطن. كونوا على يقين، بفرحنا اليوم، اننا لسنا وحدنا بل يرافقنا ويشاركنا ويرانا صاحب المناسبة وستكون نفسه ان شاء الله مطمئنة جدا وخصوصا عندما يرى العائلة بأسرها تسير على الدرب نفسه. فارقد بسلام واطمئن يا دكتور وديع لان الشعلة التي أنرتها وضعت بين أياد أمينة. اعطى الله العمر الطويل لعائلة المرحوم ووفقها في عملها".

الحاج

ختاما ألقى رازي وديع الحاج كلمة قال فيها: "ليس بالضرورة ان تغمض عينيك ويتوقف قلبك عن النبض لكي يقال عنك انك فارقت الحياة، فهناك الكثير من الموتى، يتحركون، يتحدثون، ويضحكون ولكنهم موتى، يمارسون الحياة بلا حياة، انت اليوم أقوى، وأفعل، ونحن اليوم مخلصون وأفياء أكثر. نحن اليوم ملتزمون قضيتك ورسالتك، مصممون على تحقيق احلامك ضمن المبادىء والثوابت الوطنية والاخلاقية التي أرسيتها لنا. بعد اليوم، لن يكون وديع الحاج مجرد شارع في بسكنتا، او مجرد نصب او مستوصف او مؤسسة، بل حالة انسانية وسياسية ملزمون بالدفاع عنها، لاننا بذلك ندافع عن كرامتنا وعيشنا وكياننا ومستقبلنا. فان كانت السياسة في القاموس اللبناني فن الكذب، ستبقى عندنا عنوانا للصدق او ان كانت الانتخابات مسرحا لتقاسم المغانم والمكاسب ستبقى عندنا محطة لتحقيق افضل تمثيل للفئات المحرومة والمهمشة".
وختم: "شكرا لكم. فبفضلكم حققنا ما حققناه واعاهدكم ان ما دام في الجسد دم، وفي القلب نبض وفي العمر بقية، سنبقى معا، لا يفرقنا شيء ما دام وديع الحاج يجمعنا".

تخلل الاحتفال فيلم وثائقي أعدته المؤسسة تضمن أبرز المحطات في حياة وديع الحاج الانسانية والسياسية.